الأربعاء، 31 مارس 2010

معا من أجل مكافحة التدخين



لقد أضحى تدخين التبغ بأنواعه من سجائر وشيشة وغيره من العادات المتعارف عليها والمتقبله من قبل المجتمعات المختلفة، وذلك نظرا لتقادم العهد بهذه العادة التي لم يتم اكتشاف ما لها من أضرار على متعاطيها إلا في السنوات الخمسين الأخيرة فقط، علما بأن تعاطيها قد عرف لدى الإنسان من مئات السنين. ولهذا صار ينظر لها كعادة لا تستهجن، بينما هي في حقيقة الأمر آفة ينبغي استهجانها والتخلص منها. فإدمان التبغ كما أصبح معلوما اليوم لا يقل خطورة أو ضررا عن إدمان الحشيش والمخدرات بأنواعها، لا بل قد يكون أدمان السجائر هو الطريق المؤدي في النهاية الى إدمان الخمور والمخدرات فعندما يبدء الشخص في التدخين خلال 7 ثوان ونصف يصل النيكوتين الي المخ وبعد حوالي 40 دقيقة من انتهاء السجارة يبدأ المخ بارسال اشارات عصبية ليعلن عن حاجته للنوكتين مرة اخري وادمان المدخن يكون هنا علي النكوتين فقط رغم ان السجارة تعد المدخل الرئيسي للادمان علي المدخرات فهي اول الطريق للهلاك

وبما أن العلاقة الحميمة والوثيقة بين التدخين والمرض أو حتى الموت أصبحت من المعلوم الثابت في هذا الوقت بالذات، فقد أصبح من الواجب دينيا وأخلاقيا على كل من عرف هذه الحقيقة أن يوصلها بدوره الى كل من يعرف أو يصادف من المدخنين حتى يعذر أمام الله عز وجل. وهذا بدوره ما يزيد الضغط على كل مدخن وصلت إليه هذه الحقيقة الى أن يفكر جديا في الإقلاع التام عن التدخين، حماية لنفسه وللآخرين من حوله. عندما يدخن المدخنون في أي مكان فإنهم يستنشقون 15% من دخان السجائر, فأين يذهب بقية الدخان المتصاعد من السجائر والدخان المطرود من أفوه المدخنين.
إن معظم دخان السجائر أو 85% من الدخان المتصاعد من السجائر ينتشر في الجو المحيط بالمدخنين, وكلما كان هذا الجو مغلقا كلما زادت نسبة تركيز الدخان في الجو وكلما زاد تشبع الجو المحيط بدخان السجائر. وعليه فإذا تواجد عدد من غير المدخنين في هذا الجو المشبع بالدخان فإنه لا مناص من استنشاق هذا الدخان المنتشر في الجو من حولهم. وهذا ما يسمى بالتدخين السلبي أو التدخين اللاإرادي إو التدخين الغير مباشر.ولكن ما لا يعرفه الكثير منا أن التدخين قد يؤدي بالمدخن الى الهلاك في وقت أسرع بكثير مما نعتقد أو نتوقع. لقد قام الباحثون في النرويج باجراء دراسة بحثية شملت حوالي ( 50,000 ) خمسين ألف شخص من المدخنين وغير المدخنين على مدى ربع قرن من الزمن ووجدوا أن عدد الأشخاص الذين يموتون في فترة منتصف العمر في أوساط المدخنين أكثر من عدد الذين يموتون في تلك الفترة من غير المدخنين ، الا ان الدراسة أكدت ان نسبة الوفاة تنخفض بشكل كبير عندما يقلع المدخنون عن هذه الآفة القاتلة ويعتبر التدخين هو المسبب الرئيس لحالات الوفاة المبكرة في الدول النامية حيث أصبح يتقدم على مرض الأيدز ويشكل عبئا كبيرا على الأنظمة الصحية في هذه الدول تشيراحدث الدراسات العلمية ان كل 13 ثانية يموت انسان لامراض ناتجة عن التدخين وتقول بعض الاحصائيات في تقارير المنظمة الدولية نشرت مؤخرا، ان أكثر من 2.5 مليون شخص يموتون كل عام في الدول النامية وحدها، بسبب أمراض ذات صلة وثيقة بالتدخين وهو الرقم نفسه المسجل في دول العالم المتقدم، وخلال 20 عاما سيرتفع هذا العدد الى 7 ملايين شخص يموتون سنويا بسبب التبغ في الدول النامية بينما سيشهد عدد ضحايا التدخين انخفاضا في الدول المتطورة. كذلك تبين التقارير ان كلا من الأيدز والتدخين يشكلان السببين الرئيسين في ارتفاع معدل الوفيات في الدول الأكثر فقرا.
وعلي الصعيد الوطني فقد أثبتت الدراسات أن التدخين منتشر في موريتانيا وقد شهدت هذه الظاهرة منعطفا خطيرا في السنوات الأخيرة مما ينذر بوباء شامل، خاصة في أوساط الشباب حيث إن 60% من التلاميذ والطلبة يدخنون مما يهدد مستقبل هذا الجيل الناشئ بكارثة إنسانية تنذر بالخطر. وتشير بعض الدراسات إلى أن واردات موريتانيا من السجائر تبلغ 175 مليون علبة سنويا وهو حجم واردات المغرب الذي يبلغ سكانه 45 مليون نسمة متجاوزا سكان موريتانيا بـ 15 ضعفا وأن حوالي مليون يدخنون في موريتانيا وأن من بين 150 ألف مريض بالقلب سنويا في موريتانيا تبلغ نسبة المرضى بالتدخين منهم 25% أي حوالي 40.000 وأن عدد الأشخاص المصابين بمرض السل أكثر من 19.000 والوفيات سنويا نتيجة مرض السل يقارب 3.000 شخص وتشير هذه الدراسات إلى ان التدخين يعد السبب الرئيسي للوفيات بالأمراض السرطانية. ونشير هنا ان نفاذ مواد التدخين إلى موريتانيا من دون رقابة ومن دون جمركة معتبرة قد تسبب في خسائر مالية للخزينة من الضرائب قدرت بمبلغ 4.5 مليار أوقية ومن هنا فإن علي السلطات المعنية اتخاذ للإجراءات اللازمة لكبح جماح هذه الظاهرة المدمرة ومنع التدخين والترويج له في الأماكن العامة وحذر بيع السجائر والتبغ داخل المؤسسات التعليمية والوقوف في وجه السماسرة المروجين لهذه المادة الضارة بالصحة وقطع الطريق أمام تجارة التبغ في البلاد وتحديد استرتيجية واضحة تعتمد فيها بتكوين لجان توعية للحد من هذه الظاهرة الفتاكة تقوم بزيادة الرسوم الجمركية بنسبة معتبرة علي مواد التدخين لتفادي ذالك التنامي الملحوظ ومنع التدخين و الترويج له في لأماكن لعامة وتسهيل أي خطوة من شأنها الحد من هذالوباء القاتل وتكوين لجان توعية بخطورة التدخين تعتمد في نشاطاتها علي تنظيم امسيات تتضمن ندوات ومحاضرات وإخرخ اسكتشات مسرحيتة و تخصص لها حصص في لإعلام الرسمي لتنويه بدورها ولكي تدخل مكافحة هذ الوباء داخل كل بيت......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق